في مساءٍ على ملعب سيلهيرست بارك، لم يكن دين هندرسون محط الأنظار فقط بسبب تصدياته، بل أيضاً بسبب مجموعة من الأغراض الغريبة التي رصدتها الكاميرات بجوار مرماه، مثل زجاجة ماء، جل للطاقة، قبعة بيسبول، وعلبة فازلين.
هذا المشهد غير المعتاد بين حراس كريستال بالاس أثناء مباراة مع مانشستر يونايتد يحمل في طياته تفاصيل صغيرة يعتمد عليها الحراس للحفاظ على جاهزيتهم طوال 90 دقيقة.
لماذا وجود الفازلين بجانب المرمى؟
ظهور علبة الفازلين أثار فضول الجماهير، لكن السبب وراء استخدامه أكثر احترافية مما يعتقد الكثيرون، حيث يعتمد العديد من حراس المرمى على الفازلين لسببين رئيسيين:
- تقليل احتكاك الجلد داخل القفازات: يُستخدم الفازلين أحياناً على أطراف الأصابع أو مفاصل اليد لتقليل الاحتكاك في الأجواء الباردة أو الرطبة، وهو أمر شائع في لندن خلال هذا الوقت من السنة.
- منع جفاف اليدين داخل القفازات: تمتص القفازات الحديثة العرق بسرعة، وبعض الحراس يُفضلون ترطيب الجلد لتفادي التشققات أو الحروق الخفيفة الناتجة عن الحركة المستمرة.
- تحسين القبضة على الكرة: يلجأ حارس كريستال بالاس، مثل معظم الحراس، لاستخدام الفازلين لتحسين قبضتهم على الكرة. حيث أن القفازات مصنوعة من مادة اللاتكس المرنة التي تلتصق بالكرة، وعند وضع الفازلين، يزداد تلاصق الكرة باللاتكس، مما يمنح الحارس قدراً أفضل من التحكم. رغم ذلك، يحذر بعض الخبراء من أن الاستخدام المتكرر يمكن أن يسرع من تآكل اللاتكس.
لذا، فإن وجود الفازلين يعتبر بمثابة “عدة الطوارئ” التي يحملها أي حارس يتوقع اللعب في ظروف قاسية، ولا ينبغي اعتباره شيئاً غريباً.
جل الطاقة: وقود فوري لحارس كريستال بالاس
الجل الذي تربطه الجماهير بحارس كريستال بالاس لم يظهر عن طريق الصدفة. يستخدم هندرسون، مثل كثير من لاعبي الدوري الإنجليزي، هذا النوع من المكملات لزيادة التركيز الذهني، خاصةً أثناء الهجمات المفاجئة.
هذه الجل تساعد في تعويض الطاقة السريعة اللازمة لردود الفعل السريعة، والمحافظة على التركيز حتى الثواني الأخيرة من المباراة. اليوم، لم يعد حراس المرمى مجرد مدافعين عن مرماهم؛ بل هم رياضيون يعتمدون على العلم والتغذية المتوازنة.
أما زجاجة الماء بجانب القائم، فهي ليست مجرد وسيلة للترطيب، بل يستخدمها حراس المرمى لرسم خرائط على العدو، مثل اتجاهات اللاعبين في ركلات الجزاء.
قبعة هندرسون: صديقته الدائمة تحت الشمس
القبعة التي ارتداها دين هندرسون ليست مجرد تفصيل عابر؛ فهو يعتمد عليها في معظم المباريات النهارية، خاصةً عندما تكون الشمس منخفضة وحارقة، كما يحدث في مباريات الساعة الثالثة بعد الظهر في لندن.
تساعد القبعة على حماية عينيه من تأثير الضوء المباشر، وتحسين زاوية رؤيته للكرات الهوائية، وتجنب الأخطاء الناتجة عن “لحظة عمى الشمس”.
كل هذه الأغراض ليست عشوائية، بل تشكل حقيبة للنجاة في أعلى مستويات هذه اللعبة، حيث يمكن أن تؤثر التفاصيل الصغيرة في نتيجة المباريات. يسعى الحراس إلى أي شيء يمنحهم ميزة إضافية في التركيز أو الراحة أو الحماية.
